لماذا يتحول الصديق إلى عدو؟هذه المقاله لا تتكلم عن الصداقه و العداوه و إنما تتكلم عن العلاقه بين شخصين أخذت تتحول من صداقه قويه إلى عداء يصل إلى نقطه اللا عوده. إنسيكولوجيه حدوث هذا التحول يسهل فهمها عند قراءه النقاط التاليه :ــ
دعونا نعود إلى نقطه البدايه. شخصين تقابلا و تفاعلا معا بحكم وجودهمافى فصل دراسى واحد, قسم واحد فى عمل, إرتباط عائلى , نشاط إجتماعىواحد...إلخ, و أصبحا أصدقاء لأشتراكهم فى طريقه تفكير واحده أو بعض السماتالشخصيه أو الإهتمامات المشتركه. و مع أستمرار الصداقه قائمه على أساسالمكسب للإثنين فهى على ما يرام لا يوجد ما يعكرها. ثم تبدأ بعض الأشياءفى التغير عندما يبدأ أحد الصديقين فى الربح و يخسر الثانى أو يبقى مكانهدون أى تغيير؛ اى لا يكسب أو يخسر.
تبدأ الأمور تسوء عندما يزداد المكسب عند الصديق الذى بدأ من قبل فىالمكسب, و يستمر الآخر فى الخساره أو الثبات على نفس الوضع دون أى تغيير.عند هذه النقطه يبدأ الخاسر فى تجميع الأسباب لنفسه عن أسباب هذا الإختلافبينه و بين صديقه. يبدأ فى إقناع نفسه إن هناك ظلم يقع عليه. و يبدأ فىالظن إن من كسب حقق ذلك لأنه مٌنح فرصه لا يستحقها و إستغلها بسرعه بدونوجه حق لنفسه, بينما لا يستحق هذا النجاح.
- الحكم المسبق على الصديق الذى نجح :
فى هذه المرحله يبدأ الخاسر فى البحث عن أى مساوىء أو نواقص فى الشخصالذى كان صديقه قبل تغير الأحوال. ثم يجمع كل لحظه سلبيه أو غير ساره مرتعلى صداقتهم. و فى مرحله التجميع للمساوىء هذه يضع نظاره سوداء على عقلهوينظر من خلالها للأحداث التى مرت بينهما. و من خلال هذه النظاره يرى نفسهالأفضل و الأحسن الذى لا يخطىء مطلقا و يرى صديقه على العكس تماما, مخطىءعلى طول الخط. فى هذه الحاله يستحيل أن تظن إن هذا الصديق سيفكر بتعقل ويقيم الأمر على حقيقتها. لقد جمع الأدله قبل تبدأ المشكله فى الخروج إلىالنور أمام الجميع.
إذا نظرت بدقه لما حدث فى عقل هذا الصديق ستندهش مما يدور هناك. هذا الشخص لا يستطيع أن يفصل "
الحدث " عن "
الشخص". المعامله السلبيه التى ضايقته, أو ذات النتائج السلبيه, لا تجعل منالصديق شخص سىء أو إنه السبب فى خسارتك أو فشلك فى ما تفعله. إن ما يشيراليه الحدث ببساطه إنه فى هذا الموقف كانت وجهه نظر الصديقين مخنلفه فقطفى حكمهما على الأمور. لا توجد كراهيه أو إساءه شخصيه إنها مجرد "
إختلاف وجهتى نظر". بدلا من أن يقول كل منهم للآخر نحن
نتفق أو نحن
لا نتفق,تفلت الأعصاب و يتشبث كل منهما برأيه رافضا الرأى الآخر ويدخلا فى معركهكلاميه ثم يتبادلا الألفظ التى تسىء لكل منهما ويصف كل منهما الآخر بأنه "
شخص سىء ". لا واحد من الإثنين سىء, الجدال بهذه الطريقههو السىء, و نتيجته سيئه. لذلك من المهم أن تنظر للإختلافات مع أى شخص علىإنه مجرد إختلاف و لا يعنى إن أى منكما سىء. لا تتسرع وتطلق الأحكام وتتخذالإجراءات العدائيه التى تفسد الصداقه بينكما للأبد. المشكله هنا هى
" الخلط بين الشخص و المشكله التى حدثت بينكما ". لا تتحول إلى عدو لمجرد إختلاف فى وجهتى النظر, أو أن صديقك تفوق فى شىء عنك.
المصدر: د. نبيهه جابر
إقرأ مقاله "لا تحل مشاكل لا تخصك "
على:http://drnabihagaber.blogspot.com
(يجب ذكر المصدر و الرابط عند النقل و الإقتباس ) المصدر: د. نبيهه جابر