الحمد لله ، لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه ، مضي قضاؤه قبل ايجاد خلقه ، والصلاة والسلام علي خير رسول لخير أمة ، الذي أخبر عن ما يكون حتي يوم الدين :
وبعد
فالسلام عليكم يا خير أمة
حقيقة لم أكن أنوي أن أتحدث عن الوضع الراهن في مصر ، فقد كنت أفضل الصمت علي الكلام ، لأن الفتنة إذا أقبلت فكل من يشم ريحها من السهولة أن يدخل فيه ، ولست ممن يحب أن يضع نفسه في فتنة خاصة إذا كانت الفتنة تخص وطنا إسلاميا من أركان هذه الأمة التي اصطفاها الله .
ولكن الأمر قد فاض بي ، واني لأحترق من اليوم الأول يوم 25 يناير المشئوم .
إن ما أطرحه الان لا أريد البعض أن يأخذ دوافعه لإنتماءات حزبية معينة ، ولا لأجندات فكرية محددة ، لأنه نبع مني كإنسان مسلم يغار علي بلده الاسلامي .
ولذا فهناك أمور سأقرها الان منعا للاختلاف .
انني علي يقين أننا عانينا لفترات طويلة لفساد كبير وظلم فادح ، وأن هناك مما تسبب في احداث الكثير من التقصيير في حق هذا الوطن ، كما أنني أقر تماما تلك الطلبات التي نادي بها المتظاهرون في ميدان التحرير .
.................. ولكن .............................
ولكن ما سأقوله ما هو إلا وجهة نظر لإنسان مسلم يعيش بين أرجاء هذا الوطن المسلم .
لا أريد أن أدخل في مقدمات أكثر من هذا ، ولكني سأقول رأيي صراحة عن ما حدث في مصر في 25 يناير ذلك اليوم المشئوم .
إنني أقولها بثقة ، وأقولها وأنا مدرك تماما لما أقول ( إن ما حدث في يوم 25 يناير في مصر لم يكن إلا مؤامرة )
مؤامرة كبيرة نسجت خيوطها لهذا الوطن المسلم من أجل إحداث الفوضي فيه ، ومن أجل هدم كل أبعاده وأركانه من اقتصاد وأمن وأمان .
بل هي مؤامرة كبيرة نسجت في ليل شديد الظلام من أجل إدخال هذا الوطن في دوامة تجعل وطنا من أكبر الأوطان الاسلامية ينهار في لحظات وكأنه بغداد بعد أن فر منها الجيش والرئيس .
مؤامرة تشابكت فيها عناصر عدة ، عناصر داخلية وخارجية ، استغلت فيها تلك القوي الفتاكة ما تعانيه تلك الجماهير الكادحة المظلومة المقهورة من ظلم وقهر وفساد ، من أجل تدمير هذا الوطن الذي ينعم بالأمان .
قوي متأمرة استغلت ما تعانيه تلك الشعوب المقهورة ، ورفعو شعارات حقة أريد بها باطل ، من أجل هدم كيان هذا الوطن العظيم .
قالو إنها ثورة وهم يعلمون أنها مؤامرة ،
قالو عنها حرية وهم يعلمون أنها الفوضي ،
قالو عنها ديمقراطية وهم يعلمون انها الأصوات الناعقة في الشوارع اوالميادين ،
قالو إنها حق وهم يعلمون ان ما أريد بها باطل ،
الكل تأمر علي هذا الوطن المسلم ، واستغلو الشباب الطاهر البرئ ، واستغلو ما تعانيه الجماهير الكادحة من أجل هدم هذا الوطن وهدم مقوماته .
لم يجتمعو في يوم من الأيام ، ولكنهم اليوم اجتمعو علي مصر ، علي خراب مصر ، علي هدم مصر .
يظهرون أمام العالم وكأنهم اعداء ، يحاربون بعضهم في العلن ، وهم في حقيقة الأمر عناصر في مخطط واحد .
هؤلاء الذين يناصبون بعضهم البعض العداء ، الان يجتمعون علي مصر وشباب مصر وأمن مصر .
قوتان متحالفتان أحدهما شرقي والاخر غربي ، الاول يدعي الاسلام ، والثاني يدعي النصرانية وهم في حقيقة الامر يخدمون المصالح الصهيوينة القذرة .
الان معسكرا الشرق والغرب يجتمعون علي مصر .
ولكن ما أشد ألمي عندا أضيف اليهما تلك العناصر المصرية التي وفرت لهم مناخ الفساد في مصر .
انها المؤا
مرة ، المؤامرة التي أحيكت لسنوات طويلة في ظلام دامس مفعم بالحقد والكراهية لمقدرات هذا الشعب .
مؤامرة كبيرة أكبر من مصر ، مؤامرة أجنبية بأيد مصرية أدت الي سقوط مصر .
افرحو يا مسكر الشرق والغرب ، نجحت خطتكم ، لقد قدم المصريون لكم الواقع المرير الذي استطعتم أن تحققو فيه مخطتكم
ولكن حذاري لكم جميعا : : :
دماء مصر مسمومة ، دماء مصر مسمومة ، دماء مصر مسمومة ، من ذاقها قتل