قارئه تسأل ابنتى عمرها تسع سنوات، وما زالت تتبول لا إراديا أثناء الليل وأحيانا فى فترات النهار، فما أسباب هذه الحالة، وكيف يمكن علاجها؟
يجيب عن هذا السؤال الدكتور أحمد عبد الله مدرس الطب النفسى بكلية طب جامعة الزقازيق: هناك أسباب نفسية كثيرة، من الممكن أن تتسبب فى هذه الحالة منها أن يعانى الطفل من الاكتئاب أو ضغوط عصيبة فى محيط أسرته أو مدرسته، ويعبر عن هذه الضغوط عن طريق التبول.
فالطفل فى هذه الحالة يستخدم التبول كنوع من أنواع الرفض والاعتراض على ما يؤرقه، ويقوم بما يشبه التبول على مشاكله، وهذه علامة واضحة من علامات الاكتئاب، ويفضل فى هذه الحالة البدء بالعلاج النفسى للطفل عن طريق إتاحة الفرصة له للتعبير عن غضبه ومشاكله ومناقشة الضغوط التى يمر بها، ومحاولة طمأنته وتهدئة مخاوفه حتى يتجاوز مرحلة الاكتئاب التى يمر بها.
حيث إنه من غير المستحب البدء بإعطاء الأطفال عقاقير مضادة للاكتئاب فى هذا السن المبكر، وإذا اضطر الطبيب لإعطاء هذه العقاقير فى بعض الحالات فإنه يعطيها بنسب قليلة جدا ولفترات محدودة.
ومن الممكن أيضا أن يكون سبب التبول الاإرادى سببا خاصا بالجهاز العصبى، والذى من أهم الأدوار التى يقوم بها هى عملية التحكم فى التبول، فمن المعروف أن الإنسان يولد بجهاز عصبى غير مكتمل، ويتم اكتماله مع الوقت، وتختلف الفترة الزمنية التى يتطلبها للاكتمال من شخص لآخر، وفى بعض الحالات الوراثية قد تطول هذه الفترة لعمر الواحد والعشرين عاما، وتعالج هذه الحالات ببعض العقاقير التى تعمل على منع التبول.
أما الدكتور شريف عبد العال أستاذ طب الأطفال بالقصر العينى والأمين المساعد للجمعية المصرية لطب الأطفال، فيقول: قبل البدء فى علاج هذه الحالة يجب أولاً أن نفرق بين حالتين، الحالة الأولى وهى إذا كانت مستجدة، بمعنى أن الطفل كان قد تعود على التحكم فى عملية التبول فيما سبق، ولكنه يعانى حديثا من التبول الاإرادى، وفى هذه الحالة لا نبدأ بالبحث عن الأسباب العضوية، إلا بعد استبعاد الأسباب النفسية، والتى تكون غالبا هى المسئولة عن هذه الحالة.
والحالة الثانية، وهى أن الطفل لم يتمكن فى أى مرحلة من مراحل عمره من التحكم فى عملية التبول، وهنا نبدأ أولا فى البحث عن الأسباب العضوية، والتى منها على سبيل المثال الالتهاب فى مجرى البول أو المثانة، ويفضل فى بعض الأحيان عمل أشعة على العمود الفقرى لبيان الأسباب التى أدت لهذه الحالة.
المصدر
اليوم السابع