الفضيحه السياسيه التى تهز فرنسا

[]

«الدفاتر السرية» لرئيس المخابرات السابق تهز الوسط السياسي الفرنسي
فضيحة ستروس خان ليست الوحيدة في العاصمة الفرنسية
باريس: ميشال أبونجم
انشغل الوسط السياسي والإعلامي في فرنسا، في الساعات الأخيرة، بالأخبار الواردة من واشنطن الخاصة بفضيحة مرتبطة باسم مدير صندوق النقد الدولي دومينيك ستروس خان، وزير الاقتصاد الفرنسي السابق وأحد ابرز وجوه الحزب الإشتراكي الذي حاول عبثا الفوز بترشيحه للانتخابات الرئاسية العام الماضي. وتأتي قضية ستروس خان على خلفية جدل ودعاوى قضائية تسببت بها «الدفاتر السرية» لرئيس المخابرات العامة السابق ايف برتران الذي بقي في منصبه طيلة 12 عاما والتي أثارت ضجيجا ومخاوف بسبب ما تضمنته من «تسريبات» وفضائح بالجملة تتناول سياسيين من الصف الأول وكلها ذات صلة إما بالجنس أو بالفساد. وكان أول المشتكين ساركوزي الذي تقول عنه مذكرات برتران إنه كان على علاقة بزوجة أحد النواب عندما كان وزيرا للداخلية كما أنه تلقى عمولات على صفقات سلاح. وقدم ساركوزي دعوى قضائية ضد برتران بتهمة القدح والذم والافتراء واختلاق أخبار والتجسس على الحياة الخاصة. وكرت سبحة المشتكين ومنهم النائب الاشتراكي أرنو مونتبورغ والوزير السابق وعضو مجلس الشيوخ الحالي شارل باسكوا بينما أعلن رئيس الحكومة السابق ليونيل جوسبان أنه «يحتفظ بحقه» بالتقدم بشكوى في الوقت الذي يراه مناسبا. وذهب جوسبان الى حد اتهام الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك بـ«حماية» برتران الذي طالب بتنحيته عندما كان رئيسا للحكومة ولكن من غير نتيجة. ووجه جوسبان أصابع الاتهام لرئيس الحكومة السابق دومينيك دو فيلبان الذي شغل ما بين العام 1995 و2002 منصب امين عام القصر الرئاسي. ومن الدلائل التي استند اليها جوسبان أن فيلبان اجتمع ببرتران 33 مرة. وسبق للقضاء أن وجه اتهامات لفيلبان عن دور لعبه في «فضيحة كليرستريم» القائمة على تزوير لوائح لأشخاص تظهر انهم يملكون حسابات سرية في مصرف كليرستريم الموجود في لوكسمبورغ حصلوا عليها من عمولات بيع فرقاطات لتايوان أواسط التسعينات. ومن بين الأسماء الموجودة على الوائح المذكورة ساركوزي نفسه الذي قدم شكوى قضائية في هذه القضية ايضا. وما بين تساؤلات عن تزايد ميزانية قصر الأليزيه بشكل لا سابق له وأخرى عن الطائرة الجديدة قيد التجهيز لرئيس الجمهورية والتي ستكون شبيهة بطائرة «اير فورس وان» للرئيس الأميركي، تأتي الفضيحة المرتبطة باسم دومينيك ستروس خان في أسوأ وقت. وستروس خان شخصية مرموقة واقتصادي معترف بكفاءته. والوزير السابق متزوج من الصحافية الفرنسية المعروفة آن سان كلير (و هو زواجه الثالث) التي كانت تعمل سابقا في القناة الأولى من التلفزيون الفرنسي قبل أن تترك وظيفتها تحاشيا لـ«تضارب المصالح». وقد عين ستروس خان مديرا عاما لصندوق النقد الدولي في 27 سبتمبر من العام الماضي مع مهمة محددة وهي إصلاح الصندوق في العمق. وسبق لستروس خان أن استقال من حكومة «صديقه» جوسبان بسبب فضيحة مالية برأه منها القضاء لاحقا.
وتذكر «مغامرة» ستروس خان بما حصل لرئيس البنك الدولي بول وولفوويتز الذي اضطر للاستقالة في ظروف مشابهة في يونيو من العام الماضي.