pirate_caribbean نائب المدير
المساهمات : 109 السن : 37 الجنس : ذكر الابراج : المزاج : زى الفل الموقع : شباب برشوم تاريخ التسجيل : 17/05/2009
| موضوع: فكر قبل أن تعمل الأربعاء أكتوبر 27, 2010 2:10 pm | |
| فكـّـر قبل أن تعمل
روي أن أحدَ الولاةِ كان يتجول ذات يوم في السوق القديم متنكراً في زي تاجر ، وأثناء تجواله وقع بصره على دكانٍ قديمٍ ليس فيه شيء مما يغري بالشراء ، كانت البقالة شبه خالية ، وكان فيها رجل طاعن في السن ، يجلس بارتخاء على مقعد قديم متهالك.
ولم يلفت نظر الوالي سوى بعض اللوحات التي تراكم عليها الغبار ، اقترب الوالي من الرجل المسن وحياه ، ورد الرجل التحية بأحسن منها ، وكان يغشاه هدوء غريب ، وثقة بالنفس عجيبة .. وسأل الوالي الرجل : دخلت السوق لاشتري فماذا عندك مما يباع !؟ أجاب الرجل بهدوء وثقة : أهلا وسهلا .. عندنا أحسن وأثمن بضائع السوق ! قال ذلك دون أن تبدر منه أية إشارة للمزح أو السخرية .. فما كان من الوالي إلا ابتسم ثم قال : هل أنت جاد فيما تقول !؟ أجاب الرجل : نعم كل الجد ، فبضائعي لا تقدر بثمن ، أما بضائع السوق فإن لها ثمن محدد لا تتعداه ! دهش الوالي وهو يسمع ذلك ويرى هذه الثقة .. وصمت برهة وأخذ يقلب بصره في الدكان ، ثم قال : ولكني لا أرى في دكانك شيئا للبيع ! قال الرجل : أنا أبيع الحكمة .. وقد بعت منها الكثير ، وانتفع بها الذين اشتروها ! ولم يبق معي سوى لوحتين ! قال الوالي : وهل تكسب من هذه التجارة ! قال الرجل وقد ارتسمت على وجهه طيف ابتسامة : نعم يا سيدي .. فأنا أربح كثيراً ، فلوحاتي غالية الثمن جداً !
تقدم الوالي إلى إحدى اللوحتين ومسح عنها الغبار ، فإذا مكتوباً فيها :
( فكر قبل أن تعمل )
تأمل الوالي العبارة طويلا .. ثم التفت إلى الرجل وقال : بكم تبيع هذه اللوحة ..!؟ قال الرجل بهدوء : عشرة آلاف دينار فقط !!
ضحك الوالي طويلا حتى اغرورقت عيناه ، وبقي الشيخ ساكنا كأنه لم يقل شيئاً ، وظل ينظر إلى اللوحة باعتزاز .. قال الوالي : عشرة آلاف دينار ..!! هل أنت جاد ؟ قال الشيخ : ولا نقاش في الثمن !
لم يجد الوالي في إصرار العجوز إلا ما يدعو للضحك والعجب .. وخمن في نفسه أن هذا العجوز مختل في عقله ، فظل يسايره وأخذ يساومه على الثمن ، فأوحى إليه أنه سيدفع في هذه اللوحة ألف دينار ..والرجل يرفض ، فزاد ألفا ثم ثالثة ورابعة حتى وصل إلى التسعة آلاف دينار .. والعجوز ما زال مصرا على كلمته التي قالها ،
ضحك الوالي وقرر الانصراف ، وهو يتوقع أن العجوز سيناديه إذا انصرف ، ولكنه لاحظ أن العجوز لم يكترث لانصرافه ، وعاد إلى كرسيه المتهالك فجلس عليه بهدوء ..
وفيما كان الوالي يتجول في السوق فكر ! لقد كان ينوي أن يفعل شيئاً تأباه المروءة ، فتذكر تلك الحكمة ( فكر قبل أن تعمل )! فتراجع عما كان ينوي القيام به !! ووجد انشراحا لذلك ! وأخذ يفكر وأدرك أنه انتفع بتلك الحكمة ، ثم فكر فعلم أن هناك أشياء كثيرة ، قد تفسد عليه حياته لو أنه قام بها دون أن يفكر !
ومن هنا وجد نفسه يهرول باحثاً عن دكان العجوز في لهفة ، ولما وقف عليه قال : لقد قررت أن أشتري هذه اللوحة بالثمن الذي تحدده !
لم يبتسم العجوز ونهض من على كرسيه بكل هدوء ، وأمسك بخرقة ونفض بقية الغبار عن اللوحة، ثم ناولها الوالي ، واستلم المبلغ كاملاً ، وقبل أن ينصرف الوالي قال له الشيخ :
بعتك هذه اللوحة بشرط ! قال الوالي : وما هو الشرط ؟ قال : أن تكتب هذه الحكمة على باب بيتك ، وعلى أكثر الأماكن في البيت ، وحتى على أدواتك التي تحتاجها عند الضرورة ! فكر الوالي قليلا ثم قال : موافق !
وذهب الوالي إلى قصره ، وأمر بكتابة هذه الحكمة في أماكن كثيرة في القصر ، حتى على بعض ملابسه وملابس نسائه وكثير من أداواته ! وتوالت الأيام وتبعتها شهور ، وحدث ذات يوم أن قرر قائد الجند أن يقتل الوالي لينفرد بالولاية، واتفق مع حلاق الوالي الخاص ، أغراه بألوان من الإغراء حتى وافق أن يكون في صفه ، وفي دقائق سيتم ذبح الوالي ! ولما توجه الحلاق إلى قصر الوالي أدركه الارتباك ، إذ كيف سيقتل الوالي ، إنها مهمة صعبة وخطيرة ، وقد يفشل ويطير رأسه !
ولما وصل إلى باب القصر رأى مكتوبا على البوابة : ( فكر قبل أن تعمل )! وازداد ارتباكاً ، وانتفض جسده ، وداخله الخوف ، ولكنه جمع نفسه ودخل ، وفي الممر الطويل ، رأى العبارة ذاتها تتكرر عدة مرات هنا وهناك :
( فكر قبل أن تعمل )( فكر قبل أن تعمل )( فكر قبل أن تعمل ) وحتى حين قرر أن يطأطئ رأسه ، فلا ينظر إلا إلى الأرض ، رأى على البساط نفس العبارة تخرق عينيه ! وزاد اضطرابا وقلقا وخوفا ، فأسرع يمد خطواته ليدخل إلى الحجرة الكبيرة ، وهناك رأى نفس العبارة تقابله وجهاً لوجه !!
( فكر قبل أن تعمل )! فانتفض جسد ه من جديد ، وشعر أن العبارة ترن في أذنيه بقوة لها صدى شديد !
وعندما دخل الوالي هاله أن يرى أن الثوب الذي يلبسه الوالي مكتوبا عليه : ( فكر قبل أن تعمل )!
شعر أنه هو المقصود بهذه العبارة ، بل داخله شعور بأن الوالي ربما يعرف ما خطط له ! وحين أتى الخادم بصندوق الحلاقة الخاص بالوالي ، أفزعه أن يقرأ على الصندوق نفس العبارة : ( فكر قبل أن تعمل )!
واضطربت يده وهو يعالج فتح الصندوق ، وأخذ جبينه يتصبب عرقا ، وبطرف عينه نظر إلى الوالي الجالس فرآه مبتسما هادئاً ، مما زاد في اضطرابه وقلقه !
فلما هم بوضع رغوة الصابون لاحظ الوالي ارتعاشة يده ، فأخذ يراقبه بحذر شديد ، وتوجس ، وأراد الحلاق أن يتفادى نظرات الوالي إليه ، فصرف نظره إلى الحائط ، فرأى اللوحة منتصبة أمامه ( فكر قبل أن تعمل )!
فوجد نفسه يسقط منهارا بين يدي الوالي وهو يبكي منتحبا ، وشرح للوالي تفاصيل المؤامرة !! وذكر له أثر هذه الحكمة التي كان يراها في كل مكان ، مما جعله يعترف بما كان سيقوم به !! ونهض الوالي وأمر بالقبض على قائد الحرس وأعوانه ، وعفا عن الحلاق ..
وقف الوالي أمام تلك اللوحة يمسح عنها ما سقط عليها من غبار ، وينظر إليها بزهو ، وفرح وانشراح ، فاشتاق لمكافأة ذلك العجوز ، وشراء حكمة أخرى منه !
لكنه حين ذهب إلى السوق وجد الدكان مغلقاً ، وأخبره الناس أن العجوز قد مات !
انتهت القصة .. ولكنها عندي ما لم تنته .. بل بدأت بشكل جديد ، وفي صورة أخرى !
سألت نفسي : لو أن أحدنا كتب هذه العبارة مثلا: ( الله يراك..الله ينظر إليك..الله قريب منك.. الله معك .. يسمعك ويحصي عليك )
كتبها في عدة أماكن من البيت ، على شاشة جهاز الكمبويتر مثلاً ، وعلى طاولة المكتب ، وعلى الحائط الذي يواجهه اذا رفع رأسه من على شاشة الحاسوب ، وفوق التلفاز مباشرة يراها وهو يتابع ما في الشاشة ! وعلى لوحة صغيرة يعلقها في واجهة سيارته ، وفي أماكن متعددة من البيت ، وفي مقر عمله ! ( الله يراك..الله ينظر إليك..الله قريب منك.. الله معك .. يسمعك ويحصي عليك )
( الله يراك..الله ينظر إليك..الله قريب منك.. الله معك .. يسمعك ويحصي عليك ) بل لو أن هذه العبارة لكثرة ما فكر فيها ، وأعاد النظر فيها ، استقرت في عقله الباطن ، وانتصبت في بؤبؤ عينيه ، واحتلت الصدارة في بؤرة شعوره ، وتردد صداها في عقله وقلبه ، حيثما حملته قدماه ، رآها تواجهه ..ونحو هذا ..
( الله يراك..الله ينظر إليك..الله قريب منك.. الله معك .. يسمعك ويحصي عليك )
أحسب أن شيئا مثل هذا لو نجح أحدنا فيه ، سيجد له اثراً بالغا في حياته ، واستقامة سلوكه ، وانضباطاً في جوارحه ، وسيغدو مباركا حيثما كان !
منقول للإفـــــــــــــــــــــــــــــادة
| |
|
amr ezzat المراقب العام
المساهمات : 4351 السن : 32 الجنس : ذكر الابراج : المزاج : متفائل تاريخ التسجيل : 17/08/2009 الهوايه : يوووووووووووه كتير اوى
| موضوع: رد: فكر قبل أن تعمل الأربعاء أكتوبر 27, 2010 8:27 pm | |
| الله الله الله بجد ياحمد من اروع المواضيع اللى انا قرأتها واستفدت منها
قصة جميلة جدا والله
| |
|
محمد يوسف البدوى مشرف
المساهمات : 2244 السن : 32 الجنس : ذكر العنوان : اكيد فى برشوم الابراج : المزاج : مش تمام تاريخ التسجيل : 19/09/2009 الهوايه : طالب فى كلية السياحة والفنادق
| موضوع: رد: فكر قبل أن تعمل الأربعاء أكتوبر 27, 2010 8:33 pm | |
| موضوع جميل اوى وبجد حكمة جميلة | |
|
BESHOO عريس المنتدى
المساهمات : 544 السن : 37 الجنس : ذكر العنوان : برشوم الصغرى - طوخ - القليوبيه الابراج : المزاج : زى الفل تاريخ التسجيل : 28/05/2009 الهوايه : عامر جروب
| موضوع: رد: فكر قبل أن تعمل الخميس أكتوبر 28, 2010 12:51 pm | |
| الله عليك
والله اجمل موضوع قرأته بالفعل بارك الله فيك وجزاك الله خيرا | |
|
pirate_caribbean نائب المدير
المساهمات : 109 السن : 37 الجنس : ذكر الابراج : المزاج : زى الفل الموقع : شباب برشوم تاريخ التسجيل : 17/05/2009
| موضوع: رد: فكر قبل أن تعمل الخميس أكتوبر 28, 2010 1:04 pm | |
| منورين المنتدى يارجالة شكرا للمرور
| |
|
Zico Ali المدير
المساهمات : 4364 السن : 36 الجنس : ذكر الابراج : المزاج : الحمد لله 100فل الموقع : شباب برشوم تاريخ التسجيل : 01/01/2009 الهوايه : النفس تجذع ان تكون فقيره , والفقر خير من غنى يطغيها وغنى النفوس هو الكفاف فان أبت فجميع مافى الارض لا يكفيها .......
| موضوع: رد: فكر قبل أن تعمل الخميس أكتوبر 28, 2010 5:47 pm | |
| ايه الحلاوه دى يا هندسه ربنا يزيدك وربنا يهدينا كلنا
| |
|
someone عضو مميز
المساهمات : 2329 الجنس : ذكر العنوان : some where in barshomian united kingdom المزاج : مع نفسي الموقع : خط نص مهاجم تاريخ التسجيل : 16/08/2009
| موضوع: رد: فكر قبل أن تعمل الخميس أكتوبر 28, 2010 9:30 pm | |
| موضوع جميل أوي وعجبتني الفكرة وناوي اعمل حاجة زي كده بجد . | |
|