~*¤ô§ô¤*~ شباب برشوم ~*¤ô§ô¤*~
اهلا بكم زوارنا الكرام تشرفنا بزيارتكم ونتمنى التفاعل منكم
~*¤ô§ô¤*~ شباب برشوم ~*¤ô§ô¤*~
اهلا بكم زوارنا الكرام تشرفنا بزيارتكم ونتمنى التفاعل منكم
~*¤ô§ô¤*~ شباب برشوم ~*¤ô§ô¤*~
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

~*¤ô§ô¤*~ شباب برشوم ~*¤ô§ô¤*~

شباب برشوم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مقالة للدكتور علاء الاسوانى

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
محمد يوسف البدوى
مشرف
مشرف
محمد يوسف البدوى


المساهمات : 2244
السن : 32
الجنس : ذكر
العنوان : اكيد فى برشوم
الابراج : السرطان
المزاج : مش تمام
تاريخ التسجيل : 19/09/2009
الهوايه : طالب فى كلية السياحة والفنادق

مقالة للدكتور علاء الاسوانى Empty
مُساهمةموضوع: مقالة للدكتور علاء الاسوانى   مقالة للدكتور علاء الاسوانى Icon_minitimeالخميس أبريل 01, 2010 9:43 am

فى يوم السبت الماضى، انتهى عمرو بيه الضابط فى أمن الدولة من عمله مبكرا
على غير العادة فعاد بسرعة إلى بيته. كان سعيدا لأنه سيتمكن من رؤية
نورهان، ابنته الوحيدة التى تبلغ من العمر عشرة أعوام والتى نادرا ما يراها
أثناء الأسبوع.. يعود من عمله بعد أن تنام ويستيقظ فتكون فى المدرسة. دخل
عمرو بيه وحيا زوجته نادية التى كانت فى المطبخ ثم اتجه بسرعة إلى حجرة
ابنته. فتح الباب فوجدها تستذكر دروسها. كانت ترتدى ملابس رياضية زرقاء وقد
عقدت شعرها على هيئة ذيل حصان. قبلها عمرو بيه على جبينها وسألها إن كانت
تعشت فقالت إنها ستتعشى بعد أن تنتهى من الواجب المدرسى. قال لها عمرو بيه
إنه سيتعشى معها ثم مد يده اليمنى وربت على خدها. فجأة بان الفزع على وجه
نورهان وصاحت:

ــ بابا.. فيه دم على إيدك..

تطلع عمرو بيه
إلى كفه اليمنى فوجدها، للغرابة، مغطاة بالدم.. صرخت نورهان بفزع وهرعت
أمها من المطبخ لتستطلع الأمر. تماسك عمرو بيه وحاول أن يهدئ من روع زوجته
وابنته.. دخل إلى الحمام بسرعة وغسل يده عدة مرات بالماء الساخن والصابون
حتى أزال آثار الدماء تماما ثم جففها بالفوطة وعندما خرج من الحمام وجد
زوجته نادية تنتظره، قبلها على خدها وابتسم ليطمئنها. دخل الزوجان إلى حجرة
النوم وبدأ عمرو بيه فى خلع بدلته ليرتدى البيجاما وينام.. لكنه لم يلبث
أن نظر إلى يده وصاح:

ــ نادية..الدم رجع تانى.

هنا، لم
يعد ممكنا تجاهل ما يحدث.. ارتدت نادية ملابسها على عجل واصطحبته فى
سيارتها. جلس عمرو بيه بجوارها وشرع فى الاتصال بمدير مستشفى السلام الذى
يعرفه جيدا. كان يستعمل تليفونه المحمول بيده اليسرى لأن يده اليمنى كانت
مغطاة تماما بالدم.. فى الطريق إلى المستشفى أخذ عمرو بيه يتساءل: من أين
أتى هذا الدم على كفه اليمنى؟!.. إنه لم يجرح نفسه ولا يذكر أن يده ارتطمت
بشىء.. استرجع عمرو بيه كل ما فعله أثناء النهار.. لقد وصل إلى جهاز أمن
الدولة فى الساعة الواحدة بعد الظهر وقبل أن يدخل إلى مكتبه قرر أن يمر على
زميله تامر بيه ليطمئن منه على أنه حجز مصيف مرسى مطروح فى أول أغسطس حتى
يقضيا فترة المصيف معا.. تامر بيه دفعته فى الكلية ومن أقرب أصدقائه. دخل
عمرو بيه إلى مكتب تامر بيه فوجده منهمكا فى التحقيق مع بعض الإسلاميين من
أعضاء تنظيم الوعد.. رأى رجلا ملتحيا معلقا من قدميه بالمقلوب فى وضع
الذبيحة وكان المخبرون يصعقونه ما بين ساقيه بشحنات متتالية من الكهرباء
فيطلق صرخات مروعة بينما صوت تامر بيه يجلجل فى الحجرة:

ــ تعرف يا
روح أمك لو ما اعترفتش.. حاجيب مراتك بثينة وأقلعها ملط وأخلى العساكر
يعملوا فيها قدام عينيك.

ما أن لمح تامر بيه صديقه عمرو بيه حتى
تهللت أساريره وأسرع يصافحه ثم انتحى به وطمأنه إلى حجز المصيف. خرج عمرو
بيه من مكتب تامر بيه وفكر فى أن يلقى تحية الصباح على زميله عبد الخالق
بيه الذى كان يحقق مع عمال مصنع الأسمنت المضربين.. دخل عمرو بيه فرأى رجلا
عاريا تماما إلا من ملابسه الداخلية وهو مصلوب من يديه وقدميه على خشبة
يسمونها العروسة. امتلأ جسد الرجل بالكدمات والجروح وقد وقف خلفه مخبر
يضربه بالكرباج بينما مخبرون آخرون منهمكون فى ضربه بعنف على رأسه ووجهه..
أخذ عبدالخالق بيه يصيح فيه:

ــ مش أنت عامل مناضل وبطل؟.. طيب يا
روح أمك. وشرفى لأخليك تبوس جزم العساكر. أنا هاخليك تتمنى الموت وما
تطولوش..

حيا عمرو بيه صديقه عبدالخالق بيه من بعيد وانصرف مسرعا
لئلا يعطله عن عمله.. بعد ذلك استقر عمرو بيه فى مكتبه، حيث حقق بنفسه مع
شابين من حركة 6 أبريل كانا يدعوان المواطنين فى الشوارع إلى الخروج من أجل
استقبال الدكتور محمد البرادعى فى المطار.. كان التحقيق سهلا فقد جاء
الشابان إلى مكتبه منهكين تماما بعد أن ضربهما المخبرون وجلدوهما طوال
الليل فلم يكن لدى عمرو بيه فى الواقع ما يفعله.. وجه إلى الشابين وابلا من
الشتائم المعتادة وكاد يصرفهما، لكنه لاحظ أن أحدهما ينظر إليه بنوع من
التحدى فقام من خلف مكتبه وصفعه عدة مرات على وجهه. كانت هذه إشارة
للمخبرين فأطلقوا عليه وابلا جديدا من الركلات والصفعات وهنا صاح فيه عمرو
بيه:

ــ وله.. قول «أنا مره» ياله..

ظل الضرب يشتد لكن
الشاب رفض أن يقول «أنا مره».. هنا أمر عمرو بيه المخبرين فسحلوا الشاب من
قدميه وظلت رأسه ترتطم بالأرض بينما هم يضربونه بأيديهم وأحذيتهم الغليظة
حتى فقد الوعى.. كان هذا كل ما فعله عمرو بيه أثناء النهار. استرجعه فى
ذهنه فلم يجد فيه شيئا غريبا أو غير مألوف. يوم عمل عادى تماما، فمن أين
أتى هذا الدم الذى يلطخ يده؟!. وصل عمرو بيه فوجد مدير المستشفى فى انتظاره
بنفسه. كشف عليه بعناية فائقة ثم أخذ عينة دم تم تحليلها فورا.. جلس عمرو
بيه وزوجته نادية أمام مكتب مدير المستشفى الذى قرأ نتيجة التحليل أكثر من
مرة ثم خلع نظارته الطبية وقال:

ــ بص يا سعادة الباشا.. الإنسان
ينزف من كفه فى ثلاث حالات: إما بسبب جرح أو بسبب جرعة زائدة من أدوية
السيولة أو لا قدر الله لو فيه مرض خبيث فى الدم.. سيادتك لا مجروح ولا
أخذت أدوية سيولة وصورة الدم سليمة.. الحقيقة إن حالة سيادتك غريبة. خلينا
ننتظر 24 ساعة وبإذن الله الدم يقف..

صرف له مدير المستشفى بعض
الأدوية وأعطاه غيارات يضعها على يده لإيقاف الدم وطلب منه أن يمر عليه فى
الصباح ليتابع الحالة..

لم ينم عمرو بيه طوال الليل وفى الصباح سمع
صوت ابنته نورهان وهى تستعد للذهاب إلى المدرسة لكنه قرر ألا يخرج لرؤيتها
حتى لا تفزع من منظر يده المغطاة بالدم.. ارتدى ملابسه بمساعدة زوجته التى
اصطحبته من جديد إلى مدير المستشفى الذى فحصه من جديد وكرر بأسف انه لا
يوجد تفسير طبى لهذا النزيف وطلب منه الاستمرار فى الأدوية والضمادات.

عاد
عمرو بيه إلى بيته واتصل بالجهاز وأخبرهم أنه مريض ولن يعمل اليوم وقضى فى
حجرته يوما آخر لم يأكل خلاله شيئا بالرغم من إلحاح زوجته ولم ينم إلا
دقائق قليلة يستيقظ بعدها ليتطلع إلى يده فيجدها دائما ملوثة بالدم.. فى
الصباح دخلت عليه زوجته فوجدته ممدا على الفراش وقد بدا عليه الإنهاك
الشديد لكنها رأت على وجهه تعبيرا جديدا وغريبا.. تحامل عمرو بيه على نفسه
ونهض ثم ارتدى ملابسه بمساعدة زوجته وطلب منها أن تصحبه إلى عمله وهناك
توجه إلى مكتب سيادة اللواء مدير مباحث أمن الدولة وطلب مقابلته فتم إدخاله
فورا.. رحب به سيادة اللواء وانزعج لما رأى الضمادات على يده اليمنى وقال:


ــ سلامتك يا عمرو.. مالك..؟

حكى له عمرو بيه ما حدث فقطب
اللواء جبينه وقال:

ــ حكاية غريبة. عموما خد أجازة لغاية ما تخف
بإذن الله..

لكن عمرو بيه ابتسم وقدم بيده اليسرى ورقة وضعها على
المكتب أمام سيادة اللواء الذى قرأها بسرعة وصاح باستنكار:

ــ إيه
ده.. أنت تجننت يا عمرو؟!.. فيه حد يسيب أمن الدولة.؟!.

ــ أرجوك
يافندم.

ــ يابنى أعطى نفسك فرصة للتفكير.. أنت من أفضل الضباط فى
الجهاز وقدامك مستقبل كبير.. تقدر تقول لى عاوز تسيب الجهاز ليه..؟

عندئذ،
بدون أن يتكلم.. رفع عمرو بيه يده اليمنى المغطاة بالدم أمام سيادة
اللواء.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
amr ezzat
المراقب العام
المراقب العام
amr ezzat


المساهمات : 4351
السن : 32
الجنس : ذكر
الابراج : الجدي
المزاج : متفائل
تاريخ التسجيل : 17/08/2009
الهوايه : يوووووووووووه كتير اوى

مقالة للدكتور علاء الاسوانى Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقالة للدكتور علاء الاسوانى   مقالة للدكتور علاء الاسوانى Icon_minitimeالخميس أبريل 01, 2010 10:32 am

حلوة اوى القصة دى بس حاسس انها ناقصة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/amrnasry
محمد يوسف البدوى
مشرف
مشرف
محمد يوسف البدوى


المساهمات : 2244
السن : 32
الجنس : ذكر
العنوان : اكيد فى برشوم
الابراج : السرطان
المزاج : مش تمام
تاريخ التسجيل : 19/09/2009
الهوايه : طالب فى كلية السياحة والفنادق

مقالة للدكتور علاء الاسوانى Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقالة للدكتور علاء الاسوانى   مقالة للدكتور علاء الاسوانى Icon_minitimeالسبت مايو 08, 2010 3:39 pm

الشبان والبنات الذين خرجوا يتظاهرون فى شوارع القاهرة يوم 6 أبريل لم
يخالفوا القانون ولم يرتكبوا جريمة أو خطيئة. كانوا يريدون فقط أن يعبروا
عن رأيهم.. كانوا يطالبون بالحرية، بالعدل، بالكرامة، بانتخابات نظيفة
وإلغاء قانون الطوارئ وتعديل الدستور لإتاحة فرصة متكافئة للترشح بين
المصريين جميعا. كل هذه مطالب عادلة ومشروعة. لماذا تم التنكيل بهؤلاء
الشبان وضربهم وسحلهم واعتقالهم..؟..

لا توجد دولة محترمة فى
العالم تعاقب مواطنيها بهذه البشاعة لمجرد أنهم عبروا عن رأيهم، ما حدث يوم
6 أبريل سيظل وصمة عار تلطخ جبين النظام المصرى إلى الأبد. لقد تم حصار
الشبان والبنات بواسطة كردون من عساكر الأمن المركزى، ظلوا يضغطون على
أجساد الشبان حتى كادوا يخنقونهم وسرعان ما انقض عليهم رجال فرق الكاراتيه
التابعة للشرطة. راحوا يضربون الشبان والبنات بالعصى الغليظة على رءوسهم
وأجسادهم.. هذا القمع الوحشى لم أره من قبل قط إلا فى تعامل الجيش
الإسرائيلى مع المتظاهرين الفلسطينيين أثناء الانتفاضة.. لماذا يعتدى
مصريون على مصريين مثلهم بهذه الوحشية..؟

ظل الشبان والبنات يصرخون
وأصيبوا بجروح بالغة حتى سالت دماؤهم على الأسفلت لكن الضرب لم يتوقف
لحظة. أخيرا ظهر رجل جاوز الخمسين، ضخم الجثة أسمر يرتدى الملابس المدنية
وقد استقرت على جبينه علامة صلاة كبيرة. كان الجنود ينادونه «سيادة
اللواء».. كان هذا اللواء يأمر بإخراج البنات من الكردون. واحدة وراء
الأخرى. يصرخ بصوت كالرعد فى المخبرين:

ــ هاتوا لى البنت المومس
اللى هناك دى.

فورا، يندفع المخبرون ليجذبوا البنت من وسط زملائها،
كان الشبان يستميتون فى الدفاع عن البنت، يحمونها بأجسادهم ويتلقون عنها
الضربات، لكن الضرب كان يشتد ويزداد ضراوة ويحدث المزيد من الإصابات فى
أجساد الشبان حتى تخور مقاومتهم فى النهاية ويتمكن المخبرون من إخراج البنت
من وسطهم. يدفعون بها أمامهم وهم يضربونها حتى تقف فى مواجهة اللواء الذى
يتلقاها بوابل من الشتائم البذيئة ثم يرفع يده ويصفعها بقوة عدة مرات قبل
أن يشد حجابها وينزعه، ثم يمسكها من شعرها ويسحلها على الأرض لمسافة طويلة
وهو يركلها بقدميه بكل قوته حتى يلقى بها إلى الجنود الذين يكملون ضربها
وصفعها وركلها ثم يقذفون بها أخيرا، بعد أن حطموها تماما، فى سيارة
الترحيلات.

ظهرت صورة اللواء وهو يعتدى بنفس الطريقة على البنات فى
كل تسجيلات الفيديو التى أفلتت من مصادرة الشرطة. غير أننى لاحظت أمرا
غريبا، فبينما اللواء يهتك عرض البنت ويسحلها ويضربها كان وجهه يتقلص بشدة
ويصرخ بلا توقف، كان وهو يعتدى عليها يطلق صرخات متحشرجة مشروخة غريبة كأنه
هو الذى يتألم. وجدتنى أتساءل: لماذا يصرخ سيادة اللواء..؟.

الطبيعى
أن تصرخ البنت التى يتم انتهاك كرامتها وجسدها فى الشارع على مرأى من
المارة جميعا.. أما اللواء الذى يضربها فلماذا يصرخ..؟.. إنه قوى، جبار،
يسيطر على الموقف تماما. إنه يملك كل شىء بينما البنت ضعيفة لا تملك من
أمرها شيئا.. إنه مطلق الإرادة، مشيئته نافذة، يستطيع أن يفعل بالبنت ما
يشاء. يضربها، يصفعها، يسحلها، حتى لو قتلها لن يعاقبه أحد. لماذا يصرخ
إذن..؟.. فى الحرب قد يطلق المقاتل صرخات قوية أثناء القتال لكى يبث الرعب
فى قلوب أعدائه، لكن اللواء لم يكن يحارب ولم يكن ينازل عدوا مسلحا. كان
يعتدى على بنت ضعيفة لا حول لها ولا قوة تكاد تموت من الرعب والألم
والإحساس بالمهانة والعار..؟.

هل كان اللواء يصرخ وهو يهتك عرض
البنت لكى يقضى على تردد مرءوسيه من ضباط الشرطة الذين ربما يرفض بعضهم أن
يعتدى على بنت مصرية بريئة لم ترتكب جرما ولم تخالف القانون..؟ هل كان يصرخ
لكى ينسى أن واجبه الحقيقى أن يحمى هذه البنت من الاعتداء لا أن يعتدى
بنفسه عليها..؟.. هل كان يصرخ لينسى أن هذه البنت التى ينزع حجابها ويسحلها
على الأرض.. تشبه ابنته التى لاشك أنه يحبها ويحنو عليها ولا يسمح لأحد
أبدا بأن يهينها أو يؤذيها، ابنته التى لو كان لديها امتحان صعب أو أصابها
برد بسيط لما استطاع سيادة اللواء أن ينام قبل أن يطمئن عليها.. هل كان
يصرخ لأنه عندما تخرج فى كلية الشرطة من ثلاثين عاما، كان يحلم بأن يكون
رجل القانون والعدالة وأقسم على أن يحمى أعراض المصريين وحياتهم وممتلكاتهم
فإذا به يتورط شيئا فشيئا فى حماية نظام مبارك حتى صارت مهمته أن يهتك
أعراض البنات.. ربما كان يصرخ لأنه متدين، أو هو على الأقل يعتبر نفسه
متدينا: فهو يصلى ويصوم بانتظام، حتى صلاة الفجر يحرص على أدائها حاضرا ما
استطاع، وقد أدى فريضة الحج واعتمر أكثر من مرة وهو من كثرة سجوده قد
استقرت على جبينه علامة الصلاة من سنوات.. كان يصرخ، ربما، لأنه يعلم أنه
جاوز الخمسين وقد يحين أجله فى أى لحظة، قد يموت فى حادث سيارة أو يكتشف
فجأة إصابته بمرض خطير يودى بحياته أو حتى، كما يحدث لكثيرين، قد يدخل إلى
فراشه فى الليل لينام وهو فى أوج صحته وفى الصباح تحاول زوجته إيقاظه فتجده
ميتا.

سيادة اللواء يعلم يقينا أنه سيموت وسوف يقف أمام ربنا
سبحانه وتعالى ليحاسبه، يومئذ لن ينفعه الرئيس مبارك ولا حبيب العادلى وزير
الداخلية ولا حتى النائب العام الذى يحفظ البلاغات المقدمة ضده لعدم كفاية
الأدلة. فى يوم العرض العظيم.. سوف يتخلى عنه الناس جميعا، الحرس
والمخبرون والجنود والضباط، أصدقاؤه وزوجته وحتى أولاده. يومئذ لن تنفعه
رتبة اللواء ولا علاقاته بكبار المسئولين ولا ثروته.. سيقف يومئذ عاريا،
كما ولدته أمه، ضعيفا بلا حول ولا قوة، يرتعد خوفا من الحساب أمام الخالق.
يومئذ سوف يسأله الله.. لماذا اعتديت على بنت مصرية ضعيفة لا تملك أن تدافع
عن نفسها..؟ لماذا ضربتها وسحلتها وهتكت عرضها أمام الناس...؟. هل ترضى أن
يفعل أحد ذلك بابنتك..؟!. ماذا سيقول سيادة اللواء حينئذ..؟ لا يستطيع أن
يقول لربنا سبحانه وتعالى أنه ينفذ التعليمات. لن تغنيه التعليمات شيئا ولن
تنفعه ولن تمنع عنه عقاب الله على ما ارتكبه من جرائم..

بالرغم من
سلطة السيد اللواء ونفوذه.. بالرغم عشرات الألوف من عساكر الأمن المركزى
والبلطجية ورجال فرق الكاراتيه الذين ينتظرون، كالكلاب المتوحشة المدربة،
إشارة واحدة منه لكى يضربوا ويسحلوا ويهتكوا أعراض الأبرياء.. بالرغم من كل
هذه القوة الطاغية، فإن سيادة اللواء كان يحس فى أعماقه وهو يعتدى على
البنت بأنه ضعيف وبائس وعاجز عن السيطرة على نفسه وأنه يتورط شيئا فشيئا فى
ارتكاب جرائم بشعة من أجل حماية الرئيس حسنى مبارك وأسرته.. كان سيادة
اللواء يحس بأن البنت التى يسحلها ويضربها أقوى منه لأنها تدافع عن الحق
والعدل ولأنها بريئة وشريفة ونقية وشجاعة ولأنها تحب بلادها وتدافع عنها
بكل ما تملك من قوة. كانت البنت وهى مسحولة على الأرض تتلقى الضربات وركلات
الأحذية العسكرية فلا تتوسل ولا تستنجد ولا تستجدى الجلادين بل كانت تهتف:
«الحرية.. الحرية.. تحيا مصر..تحيا مصر...».

عندئذ أحس سيادة
اللواء بشعور غريب، تأكد له أنه يستطيع أن يقتل هذه البنت، يستطيع أن يمزق
جسدها لو أراد لكنه لن يستطيع أبدا أن يهزمها أو يذلها أو يكسر إرادتها..
أحس بأنه بالرغم من كل قوته مهزوم وأن هذه البنت الضعيفة المنتهكة المسحولة
هى التى سوف تنتصر. عندئذ لم يكن أمام سيادة اللواء إلا أن يصرخ..

..
الديمقراطية هى الحل.....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد يوسف البدوى
مشرف
مشرف
محمد يوسف البدوى


المساهمات : 2244
السن : 32
الجنس : ذكر
العنوان : اكيد فى برشوم
الابراج : السرطان
المزاج : مش تمام
تاريخ التسجيل : 19/09/2009
الهوايه : طالب فى كلية السياحة والفنادق

مقالة للدكتور علاء الاسوانى Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقالة للدكتور علاء الاسوانى   مقالة للدكتور علاء الاسوانى Icon_minitimeالإثنين يوليو 12, 2010 10:19 pm

بعد أن أغلق خالد باب الشقة ونزل عدة درجات على السلم، توقف فجأة وكأنه
تذكر شيئا ثم صعد مرة أخرى وفتح الباب ودخل. كانت أمه جالسة فى الصالة
تشاهد التليفزيون، سألها خالد ان كانت تحتاج إلى شىء يحضره معه عندما يرجع
بالليل، ابتسمت وقالت انها لا تحتاج إلى شىء والحمدلله. تطلع إليها خالد.
اقترب منها وقبل جبينها فاحتضنته وهى تدعو له بحرارة. فكر وهو يخرج إلى
الشارع أن الله قد أنعم عليه بأم رائعة وأنه يجب أن يفعل كل ما يستطيع
لإسعادها.. عزم خالد على أن يمر على مقهى الإنترنت ليقابل بعض أصدقائه ثم
يذهب بعد ذلك إلى محطة الرمل ليشترى بعض اللوازم لجهاز اللاب توب الخاص
به.. بدا كل شىء عاديا فى الشارع، الزحام والضجيج وأصوات السيارات وصياح
الباعة. دفع خالد بيده باب المقهى ودخل لكنه ما إن قطع بضع خطوات حتى أحس
بحركة خلفه.

التفت فوجد شخصين يتوجهان نحوه وهما ينظران إليه بغضب.
توقف ليسألهما ماذا يريدان لكنهما، بلا كلمة واحدة، انقضا عليه. أمسك
أحدهما به من القميص وبدأ الآخر يضربه بيديه وقدميه بكل قوته. صاح خالد
معترضا لكن الرجل الممسك بقميصه راح يضرب رأسه بقوة فى حافة المائدة
الرخامية. حاول الزبائن الموجودون فى المقهى انقاذ خالد لكن أحد الرجلين
صاح:

ــ احنا بوليس..
عندئذ خاف الناس وابتعدوا. تدفق دم خالد
بغزارة ولطخ ثيابه وبدأ يسيل على الأرض. استمر الرجل يضرب رأسه فى المائدة
فأحس خالد بألم رهيب وصرخ:
ــ كفاية.. حرام عليكم..

قام الرجلان
بسحله على الأرض وهما يكيلان له الضربات ثم دخلا به باب العمارة المجاورة
وراحا يخبطان رأسه فى البوابة الحديدية للعمارة بكل قوة. هنا صاح خالد:
ـ
كفاية. أنا هاموت..

فصاح أحد الرجلين بصوت أجش:

ـ أنت ميت
ميت يابن الكلب.
ظل خالد يصرخ لكن الرجلين استمرا فى مهمتهما: واحد
يضرب بيديه وقدميه والآخر يخبط رأس خالد بكل قوته فى البوابة الحديدية.
صارت آلام خالد فوق الاحتمال وفجأة حدث شىء غريب. تلاشى الألم تماما. أحس
خالد براحة مدهشة كأنما كان ينوء بحمل ثقيل ثم تخلص منه فجأة فأصبح خفيفا
وحرا. اختفى المشهد من أمام نظره وساد ظلام حالك. لم يعد خالد يرى شيئا،
أحس كأنه نائم ثم فجأة بزغ نور قوى ووجد خالد نفسه فى مكان كأنه حديقة
جميلة. أحس خالد بدهشة بالغة ثم نظر إلى جسده وتحسس وجهه فلم يجد أى أثر
للدماء والجروح. ظهر أمامه رجل عجوز تبدو عليه علامات الطيبة وابتسم وقال:
ـــ
أهلا وسهلا يا خالد..

هز خالد رأسه وهو مازال مأخوذا. قال العجوز
بود:
ـــ لقد صعدت إلينا هنا لأنك فقدت حياتك من الظلم. من الآن فصاعدا
لن يعكر صفوك شىء أو مخلوق..
ــ أشكرك..
هكذا قال خالد وهو يلتفت
حوله. كانت الحديقة مليئة بأشجار وزهور بديعة لم ير مثلها فى حياته. ابتسم
العجوز وقال:

ــ ستعيش هنا مع أفضل مخلوقات الله فى راحة تامة
وبهجة خالصة. بعيدا عن العالم الظالم الذى جئت منه. الناس هنا سعيدون جدا
بمجيئك وقد أرسلوا إليك وفدا ليستقبلك. انظر..
نظر خالد خلفه فوجد
ثلاثة أشخاص: وجد رجل فى الخمسين من عمره يرتدى الملابس العسكرية وطفلا فى
العاشرة وامرأة محجبة فى نحو الثلاثين من عمرها.. كانوا الثلاثة يضحكون وقد
ظهرت عليهم السعادة. قال العجوز:

ــ أقدم إليك الفريق عبدالمنعم
رياض والطفل الفلسطينى محمد الدرة وهذه الدكتورة مروة الشربينى..
صافحهم
خالد بمحبة واحترام وأراد أن يتحدث معهم قليلا لكن العجوز سحبه من يده
قائلا:
ــ سيكون لديك وقت طويل للكلام معهم. أريد الآن أن أريك المكان
الذى ستعيش فيه إلى الأبد..

ــ انه مكان رائع لم أر مثله من قبل.
ـــ
هل تريد شيئا يا خالد..؟. كل طلباتك مجابة..
أريد أن أطمئن على أمى..

ابتسم
العجوز وأخرج من جيبه بللورة براقة ومستديرة تماما، فى حجم البرتقالة
وناولها إلى خالد وقال:

ــ إذا أردت أن ترى أى شخص من العالم الذى
جئت منه. يكفى أن تفكر فيه وسوف تراه بوضوح فى البللورة..

أمسك
خالد بالبللورة وفكر فى المخبرين اللذين ضرباه حتى الموت فظهرا فورا على
سطح البللورة.. كانا يجلسان فى مكان يشبه غرفة المباحث فى القسم وأمامهما
طعام يأكلان منه بشهية ويتبادلان الحديث والضحكات مع العسكرى الواقف
بجوارهما.. ثم فكر خالد فى ضابط الشرطة الذى أعطى الأمر للمخبرين بقتله
فظهر فورا. يبدو أنه كان فى يوم الراحة لأنه كان يرتدى تريننج سوت فى غاية
الأناقة وقد تمدد على أريكة وراح يتابع مباراة كرة القدم فى التليفزيون. ثم
فكر فى الصحفى الذى اتهمه ظلما بإدمان المخدرات فظهر على البللورة فى وضع
مخجل جعل خالد يصرف نظره بسرعة ثم قال للعجوز:

ــ لا أفهم كيف
يستطيع الذين ظلمونى أن يستمتعوا بحياتهم..
ابتسم العجوز وقال:
ــ
كل هذا باطل. لن يهنأ الظالمون بحياتهم أبدا.. لقد كتب الله عليهم المعيشة
الضنك حتى تحين ساعة الحساب.

فكر خالد فى أمه فظهرت وقد جلست على
فراشه فى حجرته. راحت تقرأ القرآن وتبكى. أحس خالد بالحزن من أجلها فقال
للعجوز:
ــ من فضلك. هل يمكن أن تخبر أمى أننى بخير.؟!.
ــ لا
أستطيع.
ــ قلت لى ان طلباتى مجابة..
ــ إلا الاتصال بالعالم الذى
جئت منه. ممنوع. عموما اطمئن يا خالد. أمك سيدة صالحة ومؤمنة وسوف تصعد
إلينا يوما. عندئذ ستسعد بصحبتها إلى الأبد.

ساد الصمت بينهما لكن
العجوز بدا عليه الغضب فجأة وقال:
ــ ماذا يحدث فى مصر يا خالد.؟!. أنا
حزين من أجل المصريين. لماذا..؟
ــ فى الماضى، كان معظم المصريين
الذين يصعدون إلينا من العسكريين.. جنودا وضباطا قتلهم أعداء مصر وهم
يدافعون عنها. الآن ومنذ سنوات يصعد إلينا كل يوم مصريون قتلهم مصريون
مثلهم..

هز خالد رأسه وقال بأسف:
ــ حياة المصرى لم تعد تساوى
شيئا..
قال العجوز:
ــ تصور يا خالد اننا أنشأنا قسما خاصا
للمصريين. ان عدد الذين يصعدون إلينا من مصر أكثر من الذين يصعدون من أى
بلد آخر. تعال معى..

تبعه خالد وسط الأشجار والورد حتى وصلا إلى
ساحة كبرى احتشد فيها آلاف الناس ملامحهم جميعا مصرية. كانوا يبتسمون فى
بهجة. أشار إليهم العجوز وقال:
ــ هؤلاء جميعا مصريون قتلهم ظلما
مصريون مثلهم.. هنا ستجد الذين ماتوا غرقا فى عبارات الموت والذين احترقوا
فى القطارات والذين أصابهم السرطان من الأغذية الفاسدة والذين ماتوا من
الاهمال فى مستشفيات الحكومة بالإضافة طبعا إلى الذين ماتوا من الضرب
والتعذيب مثلك..

ــ شىء مؤسف..
ــ أنا لا أتخيل كيف يتحمل
إنسان ذنب هؤلاء جميعا أمام الله.
ــ وهل المسئول عن موت هؤلاء جميعا..
شخص واحد.
ــ طبعا.. انظر..

نظر خالد إلى البللورة فرأى وجها
مألوفا لديه. سأله العجوز:
ــ هل عرفت الشخص الذى أقصده..
ــ نعم..


ــ هذا الرجل لديه فرصة أخيرة..
ــ فرصة أخيرة..؟
ــ لقد
أمد الله فى عمره ليمنحه فرصة أخيرة حتى يقيم العدل ويرفع الظلم. أتمنى أن
ينتبه ويسعى إلى الإصلاح وإلا فإن موقفه سيكون صعبا للغاية.

ـــ
فعلا.. عندما يصعد إلى هنا كيف سيقابل كل هؤلاء الضحايا وماذا سيقول لهم..؟
ــ
إذا استمر الظلم فإن هذا الرجل لن يصعد إلى هنا أبدا.. سوف يذهب إلى الضفة
الأخرى..

وماذا يوجد فى الضفة الأخرى..؟!
نظر العجوز إلى خالد
ولاذ بالصمت.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
amr ezzat
المراقب العام
المراقب العام
amr ezzat


المساهمات : 4351
السن : 32
الجنس : ذكر
الابراج : الجدي
المزاج : متفائل
تاريخ التسجيل : 17/08/2009
الهوايه : يوووووووووووه كتير اوى

مقالة للدكتور علاء الاسوانى Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقالة للدكتور علاء الاسوانى   مقالة للدكتور علاء الاسوانى Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 13, 2010 7:25 am

استمر يامحمد

بس فى حاجة عاجبانى انى افضل اقرا فى المقال وفى الاخر الاقى جملة
( مش عارف ليه انا بضعف قدامك )
هههههههههههههههههه

بس موضوع ممتاز
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/amrnasry
محمد يوسف البدوى
مشرف
مشرف
محمد يوسف البدوى


المساهمات : 2244
السن : 32
الجنس : ذكر
العنوان : اكيد فى برشوم
الابراج : السرطان
المزاج : مش تمام
تاريخ التسجيل : 19/09/2009
الهوايه : طالب فى كلية السياحة والفنادق

مقالة للدكتور علاء الاسوانى Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقالة للدكتور علاء الاسوانى   مقالة للدكتور علاء الاسوانى Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 13, 2010 11:00 am

خلاص هغيرها يا عمرو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
someone
عضو مميز
عضو مميز
someone


المساهمات : 2329
الجنس : ذكر
العنوان : some where in barshomian united kingdom
المزاج : مع نفسي
الموقع : خط نص مهاجم
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

مقالة للدكتور علاء الاسوانى Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقالة للدكتور علاء الاسوانى   مقالة للدكتور علاء الاسوانى Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 20, 2010 10:13 pm

موضوع جامد والراجل ده أسلوبه رائع .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مقالة للدكتور علاء الاسوانى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المسرحية الرهيبة. إتنين فى الهوا..للنجم علاء ولى الدين.
» الحقيقه الكامله التى و راء استقاله د علاء صادق بالفيديو
» عااااااااااااجل @@ بالفيـديو .. علاء صادق يترك الاستديوو للمره الثانيه على الهواء .

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
~*¤ô§ô¤*~ شباب برشوم ~*¤ô§ô¤*~ :: المنتدى العام :: كلام سياسه-
انتقل الى: