كتب هذا المقال فى جريدة اليوم السابع للكاتب محمد الرطبان
عندما تغنى للبلاد.. سيأتى من يقول لك: صوتك نشاز، وربما يأتى من يقولبريبة: لحنك مشبوه، ومن المحتمل أن يأتى صوت ثالث ليقول: "ابلع لسانك"!
(1)
القارئ أصابه الملل من مواضيع الفساد والأخطاء القاتلة والإهمال وكل مايتعلق بالشأن المحلى، أحدهم أرسل لى مُهدداً بأنه سيتركنى ولن يعودلقراءتى لأننى أسبب له إحباطاً مضاعفا.. ويُطالبنى بأن أكتب عن (الدنياربيع/ والجو بديع/ قفـّل لى على كل المواضيع).. وأنا بصراحة لا أريد أنأفقد أى قارئ فى أى مكان، ولكن.. ماذا أفعل؟
أردت أن أغنى له (الدنيا ربيع) فتلفـّت حولى وإذا أنا مُحاصر بالقحط.. و"الشبوك"، والماشية يهددها الجوع، و"التبن" بخمسين ريالاً!
أردت أن أغنى له (لنا الله...) وبدلاً من أن أكملها بـ ( يا خالى منالشوق) تحولت إلى ( لنا الله يا خالى من الكلسترول ).. إلى أن انتهت بهذاالشكل (لنا الله .. يا وزارة الصحة)!
حتى الست أم كلثوم أتخيلها تغنى بهذا الشكل: (بترومين.. اللى أنت جاى تقول عليه/ أنت عارف قبله يعنى الاستثمار أيه؟!)
ثم تقفز إلى رأسى المشاغب أغنيات من نوعية:
(يا حبيبى لا تسافر/ فى قطارات المشاعر)
و("صفرا" هواكم فى ضميرى تحكـّم / يا "غاز" قلبى يا ربيع الموانى يا ملقلبى لا مشى ثـم نسـّم / ما فيه بنشر غير "مرمر زمانى" !) و( واقف علىبابكم / ولهان .. ومفلس ....... ) وضع فى الفراغ ما يخطر على بالك منعبارات الاستجداء المكتوبة فى أى معروض!
(2)
ولا أدرى أين يكمن الخلل:
هل هو فى الأذن الموسيقية للقارئ، والتى اعتادت على الغناء الهابط، الذى يُكرّس لها يوميا، وعبر عشرات المحطات والقنوات؟
أم أن الخلل فى "السلم الموسيقي" نفسه؟!
أم أنه فى المايسترو وعصاه الصغيرة ؟!
أم أن الوضع كله نشاز فى نشاز ولا يقبل سوى الغناء الهابط.. والأداء الهابط ؟!
الأكيد أن المسرح فوضى، وأن الأغنية التى تتسيّد المشهد الغنائى العربى الآن هى "بحبك يا حمار"!
(3)
عزيزى القارئ الممتعض / المُحبط / القرفان:
هل تريدنى أن أغنى لك ؟.. أم أغنى عليك ؟!
قبل أن تُجيب.. لا تنس أنك جزء من هذا "الكورال" الكبير!